خمس سنوات مرت على ماسمي الربيع العربي وماتزال كثير من الأحداث تمضي بتسارع غريب ككرة ثلج تأبى التوقف مهما ارتطمت بالأشجار.
كان الربيع عبارة عن زلزال قام بهز وغربلة الافكار والقناعات واعادة تشكيل لوعي جديد عند مجموعة كبيرة من الناس وأنا أحدهم.
بعيداً عن موقفي السياسي في ماحدث ، أود التطرق عن بعض الإنطباعات التي تركتها سنوات مابعد الربيع العربي فيني بشكل شخصي والتي أظن أن كثيرين يشاركونني فيها وسأوردها على شكل نقاط:
القادة .. التغيير والجمهور
• وعي الجماهير مهم لصنع التغيير، لكن التغيير يصنعه القاده والقاده فقط.
• توجد لحظة مثالية لإحداث تغيير أكثر من غيرها، إذا ضاعت سيستغرق الأمر سنوات.
• الصوت العالي من بين الجماهير لايعكس ارادتها بالضرورة.
• من لايقف معك ليس بالضرورة ان يكون ضدك.
• الاغلبية الصامته تضل صامته دائما.
• الفاسدون من أصحاب المصالح لايمكن ان يتحولو إلى زهاد ناسكين أبداً.
• هناك من لايؤمن بالتغيير أبداً ودون اي سبب منطقي، هذا اعتيادي جداً.
البيئة .. المجتمع والمحيط العام
• بيئة الإنسان ومجتمعه هما صانعا قناعاته ومواقفه ومبادئه أيضاً منذ لحظة الولادة وغالبيى الناس عبيد للفكرة الأولى التي زرعت فيهم.
• الناس ليسوا إما يمين أو يسار في مواقفهم، يوجد تباين هائل عند الناس في القضايا الأخلاقية والسياسية والدينية حتى على مستوى العائلة الواحدة.
• مواقع التواصل الإجتماعي لاتعكس رأي الشارع بالضرورة.
• بأسماء مختلفة يمارس المجتمع ارهابه الخاص على افراده راسما جدرانا يمنع تجاوزها.
• لاشر مطلق ولاخير مطلق في الناس، كل الناس.
• القطعان موجودة في كل مكان وزمان ومن كل الأطياف.
• دائما هناك قطيع يعتقد انه لاينتمي لأي قطيع.
العلمانية .. الدين والمثقفون
• كثير من رجال الدين كما رجال السياسية او المثقفين، كل منهم يمكن أن يستخدم رصيده من المعرفه وفقاً لرؤيته الخاصة لتبرير وتشريع مايريد أو ما يريده غيره.
• اقتباس النصوص الدينية والتاريخية من دون التطرق للسياق كاملا هو تضليل يمارسه الجميع “بلا استثناء”.
• المثقف العربي: شخصية نادرة جدا والغالبية مجرد حفظة نصوص وافكار مسبقة ومعلبة ولكن بثوب عصري.
• النسخة المتشددة موجودة في البشر بدين أو دون دين وفي كل مجتمع، وبالمناسبة يوجد تكفيري علماني وتكفيري لاديني أيضاً!
• لايوجد نظام إسلامي أو علماني يمكن أن يعرف كـ“حل”، القوانين والدساتير يجب أن تكون “مكتوبه” وبغض النظر عن مصدرها (إسلامي، هندوسي .. إلخ) وكل مجتمع له خصوصيته.
• لا يعني أن تكون علمانيا أو لادينيا أن تكون عقلانيا بالضرورة.
• الدين أو عدمه ليس سبب توحش الأفراد أو تخلفهم أو تحضرهم.
مسلمات .. افتراضات وقناعات
• ليس بالضرورة أن ينتصر الحق في النهاية، يمكن أن يخسر لمئات السنوات.
• أن تؤمن بقضية بكل ماتعتقد من إيمان أنها الحق فهذا لايعني بالضرورة أنها كذلك.
• إيمان الاخرين بقضاياهم لا يقل بأي حال عن إيمانك مهما بدا لك غبيا او غير منطقي.
• أن لاتنتمي الى جماعة او حزب أو فكره فهذا لا يجعلك بأي حال افضل من اخر قرر الإنتماء.
• كل جماعه أو فكره أو معتقد لها أصنامها الخاصة والمقدسة جدا.
• القناعات العقائدية تسبق المنطق والعلم عند الغالبية العظمى.
• تقبل المخالفين هو الإمتحان الذي يسقط فيه الكثيرين عند أول اختبار حقيقي.
• الوطن، هو المكان الذي تريد العيش فيه.
• الجنسية، أول ورقة حظ تسقط فوق رأسك لحظة الولادة.
أنت .. هُم وأنا
• ليس كل ماترى أو تسمع أو تقرأ صحيح بالضرورة.
• من الصعب جدا ان تحكم على شيء خلال فترة قصيرة او من موقف واحد.
• إذا لم تستطع أن تغير في مجتمع غير نفسك وساعد من يمكنك مساعدته.
• لا شيء يستحق المجاملة على حساب مبادئك، فعلاً لاشيء.
• ستخسر بعض الناس بسبب مواقفك، طبيعي جداً وستكسب اخرين.
• راجع قناعاتك دوماً ولا تخجل أن تعترف بالخطأ.
• عندما تكتشف زيف فكره أعد النظر في كل فكره أخرى بنيتها عليها.
إقرأ أيضا
مع كل رحيل لصديق يرحل جزء من ذكرياتنا واحلامنا الى الابد. مع كل رحيل تزداد الفراغات اتساعا بين خلايا الروح .. يقتلنا الرحيل المستمر .. الوجوه المتغيره حولنا دوما وباستمرار .. هذا باختصار ماينتجه نزيف الاصدقاء الأبدي في مجتمعاتنا العربية.
نتحدث كثيرا عن الإختلاف والتنوع بينما نميل دائماً إلى من يشترك معنا في كثير من الأفكار والمعتقدات. نبحث لا شعوريا عن من يشبهنا، عن صورتنا المكررة أمام المراة. على الرغم من أننا ننتقدها أحيانا أخرى وبشدة.ينادي الانسان العصري بحرية التعبير والحوار لكنه لا شعوريا ينفر من ذلك الذي لا يتفق معه و يخالفه رأيا يعتبره ثابتا، "ذلك الوغد يتجاوز كل الخطوط الحمراء" ربما يقول في نفسه.